الشهيد المصري
عدد المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 17/03/2010 الموقع : http://alshheidalmas.ahlamontada.net/
| موضوع: التربية بالأماني الأربعاء أبريل 21, 2010 1:53 am | |
| هل سمع أحدكم عن التربية بالأماني!؟ لا تتعجب!!!.0 فالكثير يمارسون هذا النوع من التربية كيف؟ أقول لكم الحقيقة أن هناك قطاعات غير قليلة تمارس هذا النوع من التربية باقتدار فمثلا كل أب يتمنى أن يتحلى أولاده بكل الصفات الحميدة ويكونوا كأبي بكر, وعمر, وعثمان, وعلي رضي الله عنهم وكل أم تتمنى أن تتحلى بناتها بالعفاف, والاحتشام, والأدب, والعفة, والطهارة. ويصبحنَّ كخديجة, وعائشة, وزينب, وأم كلثوم, ورقيه, و فاطمة الزهراء رضي الله عنهن و كل مدير مدرسة يتمنى أن يتحلى طلاب مدرسته بكل الفضائل ومكارم الأخلاق ليصبح منهم في المستقبل العالم, والمفكر, و المعلم, و الأديب, و المهندس, والطبيب
وكل مدير شركة يتمنى أن يتحلى العاملون في شركته بالصدق والإخلاص المصحوبين بالهمة العالية من أجل أن يحققوا معدلات الانجاز المستهدفة. اعتراض وحقيقة الأمر إن كل هذه الأماني لا غبار عليها ولا اعتراض, ولكن الاعتراض ينصب على أننا نتمنى بلا حركة ولا فعل, نتمنى بلا تربية , نتمنى بلا متابعة لأمانينا وأحلامنا وما أشبه هذا الذي يمارس التربية بالأماني" بذلك الذي تمنى أن يصير أعلم أهل زمانه من غير طلب العلم ! أو بهذا المسكين الذي تمنى الفوز بالدرجات العلى والنعيم المقيم، من غير طاعة ولا تقرب إلى الله تعالى !.0
خطورة التربية بالأماني إن خطورة "التربية بالأماني" تكمن أن ممارسيها ينظرون إلى من يربونهم - أو من هم تحت إمرتهم - وهم يرتدون نظارات الأحلام الوردية تارة,أو وهم يقفون على تلال الأماني العالية تارةً أخرى. و يبقى أخطر جوانب هذا النوع من التربية في أنَّ ممارسيها بمرور الوقت يصدقون أوهام أمانيهم ويستمرون في إهمال برامج التربية الحقيقية, حتى تأتي لحظة المكاشفة, ويفاجأ الجميع بكوارث أخلاقية واجتماعية من النوع الثقيل سواء على المستوى الشخصي, أو المستوى العام الأماني لا تسدد الديون وإذا كنا نحذر أنفسنا لهذا الأمر. فهناك من بيننا الأفاضل من يمارس "التربية بالأماني" بدون قصد. ففي الوقت الذي يحترقون فيه من أجل إضاءة الطريق أمام الآخرين, قد ينسى بعض هؤلاء نصيب أبنائهم من التربية الصحيحة, ويستعيضون عنها بممارسة "التربية بالأماني". فترى بعض هؤلاء الأجلاء يُقدِمون على ممارسة هذه التربية وهم مرتكزون على وَهْمِ أن أبنائهم لم يقعوا في هذا المحظور, أو أنهم لا يمكن أن يفعلوا ما يفعله أقرنائهم من أخطاء. أليس كذلك ؟
بناء وهدم إن التربية ليست سوى عملية من البناء والهدم الدائمين, بناءً للقيَم الايجابية, وهدم للقيم السلبية التي قد يكتسبها الإنسان أثناء رحلته في الحياة. وهي تبدأ منذ الميلاد وحتى لحظة الممات دون توقف ولا كللٍ ولا ملل. وهي فرض لازم لازب في حق الأفراد, والمؤسسات, والجماعات, والأمم والشعوب سواءً بسواء. ويجب ألا يحول بيننا وبينها لا مشاكل, ولا مشاغل ولا زحمة عمل ولا ترتيب أولويات ولا غيره. فلا يوجد أولوية تسبق التربية ولا تتقدم عليها إلا في أدبيات أصحاب العقول الصغيرة.
الخروج من الكبوة إننا إذا أردنا أن نخرج من كبَوتنا فلابد من ممارسة التربية الفعلية, وليست "التربية بالأماني" فالتربية لم تعد بالنسبة لنا خياراً، بل أضحت ضرورةً وإلزاماً. فالبيت لا بد وأن يربي والمدرسة لا بد وأن تربي والمسجد لا بد وأن يربي والنادي لا بد وأن يربي والشركة لابد وأن تربي والإعلام لابد وأن يربي والدولة بكل ما تملك لابد وأن تربي أما أن نظل نمارس "التربية بالأماني" فلا ننتظر غير المزيد من الكوارث والنكبات سواء على المستوى الشخصي, أو المستوى العام
لكم الشكر والتحية | |
|